السنة أن تؤدى صلاة الاستسقاء في، أنعم الله سبحانه وتعالى على الانسان العديد من النعم ولا يمكننا عدها أو احصائها، ومن ضمن هذه النعم هي الماء التي لا يمكننا العيش بدونها على سطح الأرض، فهي نعمة عظيمة تستلزم دوام شكر الله سبحانه وتعالى عليها، فاذا أخر الله عزوجل نزول المطر، فان تأخر نزوله يعتبر هذا ابتلاء من الله، ليعودوا عن معاصيهم ويتوبوا الى الله توبة نصوحة، ويتذكروا حاجتهم الى الله، وفصله عليهم، ومن رحمته أن شرع لهم ما يستجلبون به الغيث عند امقاطعه، ويطلبونه به ممن يملكه، فهذا هو الاستسقاء، فهو يعني طلب السقيا من الله تعالى عند الجذب، وصلاة الاستسقاء سنمة مؤكدة، ويتشرع الاستسقاء عند جدب الأرض ، وانقاطع المطر، وعند حاجة الناس الملحة للماء، وله ثلاثة أنواع؛ فإمّا أن يكون الاستسقاء بأداء صلاة الاستسقاء جماعةً مع الخطبة والدعاء، وإما أن يكون بالدعاء بطلب الغيث في خطبة الجمعة، كما فعل الرسول صلّى الله عليه وسلّم، وإمّا أن يكون بالدعاء والابتهال إلى الله تعالى، في كلّ وقتٍ.
مكان صلاة الاستسقاء في
الأفضل أن تؤدى صلاة الاستسقاء في الصحراء، ومن الممكن أن تجوز في المسجد، فقد قال النووي في المجموع متحدثا عن الاستسقاء : السنة أن يصلي في الصحراء بلا خلاف، لأن النبي صلى الله عليه وسلم صلاها في الصحراء، ولأنه يحضرها غالب الناس والصبيان والحيض والبهائم وغيرهم ، فالصحراء أوسع لهم وأرفق بهم.
وعليه؛ فيجوز صلاة الاستسقاء في المسجد؛ وإن كان الأفضل الخروج إلى الصحراء لأدائها .
سنن صلاة الاستسقاء
هناك العديد من السنن التي يستحبّ القيام بها عند أداء صلاة الاستسقاء، نذكر بعض منها كالتالي:
- يجب أن يتمّ تحديد يوم للخروج إليها، وترك المشاحنات والعداء والبغضاء، ويفضّل صيام ثلاثة أيّام قبلها.
- لابد أن تسبق الخطبة أداء صلاة الاستسقاء.
- كثرة الاستغفار، وذلك لأنه سبب لاستجابة الدعاء، وذكر ذلك في قوله تعالى ” فقلت استغفروا ربّكم إنّه كان غفّاراً، يرسل السّماء عليكم مدراراً”.
- إخراج الصدقة، والحث عليها، لأنها لها سببٌ لنزول الرحمة، لقوله تعالى: “ولو أنّ أهل القرى آمنوا واتّقوا لفتحنا عليهم بركاتٍ من السماء والأرض ولكن كذّبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون”.
- يقلب كل مصلي رداءه في آخر الخطبة والدعاء، وذلك من خلال جعل يمين الرداء على يسارالجسم وجعل يسار الرداء على يمين الجسم، وإذا تأخر المطر، يعيد المصلّون الصلاة مرة أخرى.
شروط صلاة الاستسقاء
تختلف كميات هطول الأمطار بإذن من الله تعالى سبحانه وتعالى من منطقةٍ لأخرى، حيث أننا نرى بعض المناطق يكون الله منعم عليها بالأمطار ونبت الزرع، ولكن هناك بعض مناطق تعاني من ققلة وشح الأمطار، فأجاز الله تعالى لمن تأخر عليه المطر أن يؤدي صلاة مخصوصة تسمى بصلاة الاستسقاء، ولابد من وجوب عدة شروط لها وهي كما يلي:
- حدوث السبب وهو تأخر نزول المطر بأي شكلٍ كان.
- لا يوجد لصلاة الاستسقاء أذان ولا إقامة، يقرأ الإمام سورة الفاتحة بعد تكبيرة الإحرام وسورة الأعلى في الركعة الأولى، وسورة الفاتحة وسورة الغاشية في الركعة الثانية.
- الطهارة ، فهي تتطلّب ما تتطلّبه الصلاة العادية من الطهارة والوضوء.
- يمكن أن يؤديها في المصلى ولكن من الأفضل تأديتها في مكانٍ مفتوح، كما ذكرنا سابقاً.
- يمكن أن تؤديها وبشكلٍ مفاجىء ولكن من الأفضل أن يحدد الإمام يوماً معيناً وذلك حتى يكثر الناس من الصدقات والصوم والاستغفار وأعمال الخير.
- يبدأ وقتها منذ طلوع الشمس حتى غروبها.
فيجب علينا جميعنا الحرص على شكر الله عزّ وجلّ عند نزول المطر ، فالشكر يزيد النعم لقوله تعالى: ” لئن شكرتم لأزيدنّكم”.