بداية السعي من وين، إنّ الحجّ الركن الخامس من أركانِ الإسلام، ويعتبر من أهم المناسك ، حيثُ يحجّ فيه المسلمون إلى مكّة المكرّمة في وقت معيّن، وتجدر الإشارة إلى وجود مناسك خاصّة بالحج، كما أنه واجبُ مرةً واحدة فقط خلالَ عمر المسلم البالغ القادر على ذلك، ويبدأ الحاج فيها بالإحرام، ثُمّ يتوجّهُ إلى مكة المكرّمة ليقوم بالطواف بين الصفا والمروة، إذ أنّ السعي بين الصفا والمروة من الأعمال المهمة، وهُنا نستعرض بداية السعي من وين.
طريقة السعي بين الصفا والمروة
إنّ الصفا والمروة جبلان صغيران يقعان في المسجد الحرام في مكّة المكرمة، علمًا بأنّ السعي بينهما إحدى الأركان الأساسيّة في الحج والعمرة عند المسلمين، ولا يجوز الحج والعمرة دونَهما، ويستمر السعي بين الصفا والمروة سبعة أشواط وذلك اقتداءً بالسيدة هاجر زوجة النبيّ إبراهيم -عليه السلام- إذ أنّها أول من سعى بين الصفا والمروة عندما تبحث عن الماء لابنها إسماعيل -عليه السلام-، فصعدت إلى جبل الصفا ونزلت ثُمّ صعدت إلى جبل المروة وكرّرت ذلك لسبع مرات، وعندما جاء الإسلام جعل السعي بين الجبلين ركناً من أركان الحجّ والعمرة تعظيمًا لهذه المرأة، كما يقع المسعى بين الصفا والمروة شرق المسجد الحرام.
شروط السعي بين الصفا والمروة
ينبغي أن يكونَ السعي بين الصفا والمروة سبعَ مرات،علمًا بأنّ الذهاب من الصفا إلى المروة يعتبرُ مرّة، والعودة من المروة إلى الصفا يعتبر مرة، ويستمر هكذا وصولًا إلى سبعة أشواط تكون بدايتها في الصفا ونهايتها عند المروة، وقد أجمع أهل العلم على مشروعية السعي في الإسلام نظرًا لأنه من شعائر الله سبحانه وتعالى، وهُنا نتعرف على شروط السعي بين الصفا والمروة:
- البدء بالصفا والانتهاء بالمروة.
- السعي يكون بعد الطواف: إن لم يسبقْه طواف لا يعد من مناسك الحجّ أو العمرة ويجب أن يكون السعي بين الصفا والمروة بعد الطواف بالبيت، لأنّ السعيَ ليسَ عبادة مستقلّةً لكنه تابع للطواف.
- السعي في المسعى جميعه: على المسلم أن يقطع المسافة كاملة بين الصفا والمروة، وألا يترك جزءاً منها.
- الموالاة في السعي: أي عدم وجود فارق زمنيّ كبير بين الشوط والذي بعدَه، ويمكن أن يجلس الحاجّ أو المعتمر قليلاً للراحة ولكن لا يُطيل في الجلوس والفصل.
الدعاء بين الصفا والمروة
إنّ السعي ركن من أركان الحجّ والعمرة ودونَ السعي يبطل الحجّ والعمرة، وهُناك العديد من الأدعية المأثورة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عند صعود الصفا والمروة، وفيما يلي بعض الأدعية:
- “لا إله إلا اللَّه وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، لا إله إلا اللَّه وحده، أنجز وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده
- اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني اللهم إني أسألك رضاك والجنة، وأعوذ بك من سخطك والنار
- اللهم إني أسألك الجنة، وما قرب إليها من قولٍ وعمل، وأعوذ بك من النار، وما قرب إليها من قول وعمل
- رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخره حسنة وقنا عذاب النار.
- اللهم تقبل منا السعي والطواف.
قدر ذكر الله تعالى الصفا والمروة في القرآن الكريم للدلالة على أهميتهما، إذ أنهما من شعائر الله، كما أنّ السعي بين الصفا والمروة من شعائر الحج وتعظيمًا من الله عز وجل للسيدة هاجر وابنها إسماعيل إذ أنقذهما من العطش.