من اول من قال اما بعد، تعتبر هي إحدى الجمل التي يتم استخدامها في فصل الكلام السابق عن الكلام الذي يليه، ويستخدمها عدد كبير من الخطباء والتحدثين في بعض من المواقف وذلك للانتهاء من الفقرة السابقة والانتقال بالحديث الى الفقةر الجديدة، وبالتالي فإن مضمون المحتوى الخاص بها يكون مختلف عما كان عليه في الحديث السابق، وفي العادة تستخدم أيضاً في مقدمات الكتب والخطب والرسائل، حيث كانوا العرب يستخدموها قديماً بعد تبادل الرأي في خطاباتهم، كانت عبارة أما بعد هي دليل على البت بحكم ما ولذلك السبب سميت بفصل الخطاب، وهنا يأتي سؤالنا من هو أول من قال أما بعدن سوف نتعرف على ذلك خلال سطور مقالنا.
أول من قال أما بعد
تعتبر جملة أما بعد هي واحدة من العبارات والجمل التي لم يتفق العلماء في التعرف على أول من قال أما بعد حيث توصولوا لسبعة أشخاص وهم، سيدنا آدم عليه السلام، داود عليه السلام، ويعقوب عليه السلام، وقس بن ساعدة، وكعب بن لؤي، وسحبان بن وائل، كما أن هناك بيت شعر قيل في من قال أما بعد والتي جاء فيها ما يلي:
- جرى الخلف أما بعد من كان بائاً
- بها خمس أقوال، وداود، أقرب
- وكتنت له فصل الخطاب وبعده
- فقس فسبحان فكهب فيعرب
أول من نطق أما بعد
إن أول لمن نطق أما بعد هو سيدنا آدم عليه السلام وذلك من خلال ما ذكر في القرآن الكريم، في قوله تعالى: “(وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ”، وذلك لأن المولى عزوجل علم آدم عليه السلام الأسماء كلها والتي تبث نطقه وعلمه بها، من جملة هذه الأسماء أما بعد والله تعالى أعلى وأعلم.
حكم الاتيان بأما بعد
يبحث أيضاً عدد كبير من الناس عن حكم الاتيان بأما بعد فهو من الأمور المسنونة اقتداء بالرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، كما وقد كان يقولها في خطبه وكتبه اذا ما استدعى الأمر ذلك، فقد ذكرها في كتابه الى هرقل ملك الروم عندما جعاه للاسلام، وكان ذكرها في خبر بريرة المشهور عندما تساءل الرسول صلى الله عليه وسلم عن اشتراط الرجل شروطاً لم تذكر في كتاب المولى عزوجل، وإنه من غير المستساغ أن يقول المرء أما بعد أول كلامه أو في آخره، أو بين كلامين متحدين، أو بعد الانتهاء من الكتاب.
وهكذا نكون قد انتهينا من مقالنا الذي عرضنا لكم فيه من اول من قال اما بعد، بالاضافة لتعرف على حكم الاتيان بجملة أما بعد في الاسلام.