الوطن العربي

النشيد الوطني الجزائري مكتوب

النشيد الوطني الجزائري مكتوب، هو ذلك اللحن الخالد والكلمات الساطعة التي تخلد بطولات هذا الشعب الأبي الذي ضحى بالنفس والنفيس ودفع بأكثر من مليون ونصف المليون من الشهداء من خيرة أبنائه من أجل استرجاع سيادته وتطهير أرضه من ظلم الاستعمار، فنشيدنا الوطني يعتبر عنوان سيادتنا ورمزا من رموز دولتنا ونبراسا لا ينطفئ ينير دروب كفاحنا الطويل على مر العصور ويمثل همزة وصل بين جيل الثورة وجيل الاستقلال.

النشيد الوطني الجزائري


قسما بالنازلات الماحقات
و الدماء الزاكيات الطاهرات
و البنود اللامعات الخافقات
في الجبال الشامخات الشاهقات
نحن ثرنا فحياة أو ممات
و عقدنا العزم أن تحيا الجزائر
فاشهدوا… فاشهدوا… فاشهدوا…

*******

نحن جند في سبيل الحق ثرنا
و إلى استقلالنا بالحرب قمنا
لم يكن يصغى لنا لما نطقنا
فاتخذنا رنة البارود وزنا
و عزفنا نغمة الرشاش لحنا
وعقدنا العزم أن تحيا الجزائر
فاشهدوا… فاشهدوا… فاشهدوا…

*******

يا فرنسا قد مضى وقت العتاب
و طويناه كما يطوى الكتاب
يا فرنسا ان ذا يوم الحساب
فاستعدي و خذي منا الجواب
ان في ثورتنا فصل الخطاب
و عقدنا العزم ان تحيى الجزائر
فاشهدوا… فاشهدوا… فاشهدوا…

*******

نحن من أبطالنا ندفع جندا
و على أشلائنا نصنع مجدا
و على أرواحنا نصعد خلدا
و على هاماتنا نرفع بندا
جبهة التحرير أعطيناك عهدا
و عقدنا العزم أن تحيا الجزائر
فاشهدوا… فاشهدوا… فاشهدوا…

*******

صرخة الأوطان من ساح الفدا
فاسمعوها و استجيبوا للندا
و اكتبوها بدماء الشهدا
و اقرأوها لبني الجيل غدا
قد مددنا لك يا مجد يدا
و عقدنا العزم أن تحيا الجزائر
فاشهدوا… فاشهدوا… فاشهدوا…

قصة النشيد الوطني الجزائري

في بداية عام 1956قام عبان رمضان بطلب من مفدي زكريا أن يكتب نشيد وطني يعبر عن الثورة الجزائرية، وفي خلال يومين فقط جهز شاعر الثورة “قسماً بالنازلات الماحقات”، ثم انتقل شاعرنا، والذي مات منفياً بتونس؛ إلى تونس لنشره في صفوف جبهة التحرير، كان الفنان محمد التوري هو أول من قام بتلحين النشيد ، كما أنها سجلت أول مرة بمنزل مفدي زكريا بحي القبة بالعاصمة الجزائرية ، وتم رفض هذه النسخة وذلك لعدم توفر الروح الثورية والشروط المطلوبة.

فقد قام الموسيقار التونسي محمد التريكي في العاصمة التونسية  بتلحينه، ويعتبر هو أول تسجيل في مقر البعثة التعليمية الجزائرية بتونس شارع ابن خلدون ، إلا أن لحن التريكي رُفض لكونه يحتوي على لحن لكل مقطع أي بنحو خمس أناشيد، وهو ما دفع بمفدي زكريا؛ تنفيذاً لأمر عبان رمضان ؛ بنقله معه إلى مدينة القاهرة وذلك لإعادة تلحينه من جديد، وقد تبرّع الموسيقار المصري محمد فوزي بتلحين النشيد “هدية للشعب الجزائري”. وأخيرا اقتنعت جبهة التحرير باللحن الجديد، واعتبرته قوياً وفي مستوى النشيد.

حيث أن فرنسا طالبت بحذف مقطع يا فرنسا، لكن المجاهدين الجزائريين رفضوا لأنها لم تعترف بجرائمها المرتكبة في الجزائر وهو لا يزال مقطعا من النشيد الوطني الرسمي.

شرح أنشودة الجزائر

  • شرح المقطع الأول يبدأ الشاعر مفدي زكرياء النشيد بالقسم بالنازلات الماحقات (بالنازلات الماحقات، وهي المصائب التي تنزل فتمحق كل من تصادفه) و بالتضحيات الجسام لهذا الشعب و دماء ابنائه التي سالت اودية في كل بقعة من بقاع ارض هذا الوطن . ان هذا الشعب الثائر عقد العزم على تحرير ارضه مهما كلفه ذلك وهو يحمل شعار “اما النصر او الشهادة”.
  • شرح المقطع الثاني:  ويشير هذا المقطع الى قضية الجزائر العادلة المتمثلة في الحرية والاستقلال والتي من اجلها قام الشعب بثورته التحريرية الكبرى التي قادته الى النصر واستعادة ارضه وسيادته بعد ما فشلت كل اساليب الحل السلمي والدبلوماسي وايقن ان ما اخذ بالقوة لا يسترد الا بالقوة.
  • شرح المقطع الثالث: وفي هذا المقطع يخاطب الشاعر مفدي زكرياء الاستعمار الفرنسي متوعدا اياه على لسان الشعب الجزائري بكلمات قوية يبعث من خلالها رسائل واضحة المعاني على ان اللغة الوحيدة التي يفهمها الاستعمار انما هي لغة الثورة والجهاد وهو الطريق الذي اختاره الشعب لنفسه لتحرير ارضه واستعادة كرامته .
  • شرح المقطع الرابع: يشيد الشاعر في هذا المقطع بقوة وبسالة الشعب الجزائري الذي استيقن ان الخلود الحقيقي انما هو في الشهادة في سبيل الحرية والعزة والكرامة وان لا مكان للخيانة فب صفوف الثوار تحت قيادة جبهة التحرير الوطني وهو على درب الثورة سائر حتى تحقيق الاستقلال.
  • شرح المقطع الخامس: يدعو الشاعر في هذا المقطع وهو الاخير كل الاحرار الى الانضمام الى الثورة تلبية لنداء الوطن واستجابة لصوت الحق والواجب وتقديم المزيد من التضحيات ليسجلها التاريخ ولتتوارثها الاجيال عبر العصور لتبقى خالدة ابدا.

السابق
دعاء العهد مكتوب مفاتيح الجنان
التالي
من هو زوج شيرين رضا الثاني

اترك تعليقاً