المنمنمة هي؟، الفنون هي موهبة مقدسة تتيح للإنسان التعبير عن نفسه بحيث يستخدمها الإنسان لترجمة الأحاسيس والصراعات التي ترد في ذاته الجوهرية، وليس تعبيرا عن حاجته لمتطلبات في حياته رغم أن بعض العلماء يعتبرون الفن ضرورة حياتية للإنسان كالماء والطعام، والفن هو موهبة وإبداع وهبها الخالق لكل إنسان لكن بدرجات تختلف بين الفرد والآخر. بحيث لا نستطيع أن نصنف كل الناس بفنانين إلا الذين يتميزون منهم بالقدرة الإبداعية الهائلة، فكلمة الفن هي دلالة على المهارات المستخدمة لإنتاج أشياء تحمل قيمة جمالية.
ما هو مفهوم المنمنمة
تعرف المنمنمة بأنها هي صورة مزخرفة في مخطوط وقد اشتهرت بها المخطوطات البيزنطية والفارسية والعثمانية الهندية وغيرها، كما أن أقدم منمنمة متواجدة للمدينة المنورة في العالم بدارة الملك عبد العزيز في الرياض، وهي عبارة عن رسم وصور زخرفية مرسومة على مخطوطة للمدينة المنورة، يعود تاريخها إلى ما قبل 500 عام.
ويعرف فن المنمنمة هو أحد الفنون التقليدية في البلدان الإسلامية، وفي بعض البلدان الآسيوية والأوربية، والمنمنمة هي عبارة عن صورة فنية صغيرة الحجم، رسمت في كتاب من أجل توضيح المضمون الأدبي أو العلمي أو الاجتماعي أو غير ذلك من الموضوعات التي حفلت بها الكتب والمخطوطات في العصور الوسطى، وتعد المنمنمات صوراً تسجيلية للحياة والبيئة والعادات والمعتقدات والطقوس والأحداث التاريخية والعمارة والزي والفنون.
مدارس في فن المنمنمات
يتواجد لفن المنمنمات عدة مدارس، فمن هذه المدارس هي كالآتي:
- المدارس العباسية(بغداد): يقول بازيل غمري في كتابه المشهور (الرسم الإيراني): “يجب أن تبدأ دراسة الرسم الإيراني بالنسخ الخطية للعصر الفارسي، و المدرسة العباسية اسم يطلق على النسخ الخطية المذهبة و المزينة بالرسوم التي اهتم بها الخلفاء العباسيون و جمعوها في عاصمتهم بغداد”.
اسبانيا هي من عرفت هذا الفن لمئات السنين، إلا ان شمال أفريقيا لم يشهد الا النمط الهابط منه. فحين أمسك البرامكة بزمام الامور في الدولة العباسية، قدم عدد كبير من الفنانين إلى بغداد ليكرسوا المدرسة التي اشتهرت باسم المدرسة البغدادية ، والحقيقة ان هذا الموضوع يحتاج إلى دراسة تاريخية موسعة ، الا ان المعروف تاريخياً ان الكثير من الآثار القيمة لهذه المدرسة اتلفت في حوادث نهب مكتبات بخارى و سمرقند.
- مدرسة هرات: المرحلة المغولية أعقبت ظهور عهد فني جديد في إيران والذي عرف باسم مدرسة هرات ، كما أطلق عليها ايضاً المدرسة التيمورية او اسم مدرسة سمرقند و بخارى، حيث كانت هاتان المدينتان مركزي الفنون عصرئد.
كما ذكر التاريخ انه يوجد ثلاثة من خلفاء تيمور اتخذوا من هرات عاصمة لهم واهتموا بالثقافة و الفن خلافاً لسيرة جدهما والذي عرف بدمويته، وهؤلاء السلاطين الثلاثة باي سنقر، شاهرخ، حسين بايقرا، هم المؤسسين الحقيقيين لمدرسة هرات والتي يعتبرها بعض اساتذة المنمنمات أنها من أبرز مراحل تقدم الرسم في إيران.
- المدرسة الصفوية: عندما امسك الصفويون بزمام الامور قاموا بنقل مركز الفن في إيران من هرات إلى تبريز ، ثم بعد ذلك ظهرت بوادر التغيير ، فقد اتجه الرسم نحو الطبيعة و خرج من الأطر الضيقة للكتاب إلى الرسوم الجدارية ، ثم ظهر أبرز اساتذة كبار مثل الأستاذ رضا عباسي مؤسس المدرسة الصفوية والتي تميزت بوضوح عن المدرستين المغولية و التيمورية ، فمن أبرز مميزاتها انها كانت أكثر رقة من سابقتيها، وأبرز رموزها : رضا عباسي ، خواجة نصير بن عبد الجبار استرآبادي ، فرخ بيك ، ميرزا محمد تلميذ الخواجة عبد العزيز وغيرهم .
فقد كان لانفتاح إيران على الغرب ، و بلدان آسيا في العهد الصوفي أثر كبير على فن الرسم ، مما أدى ذلك إلى ظهور آثار قمية توزعتها المتاحف العالمية و الإيرانية ولا شك ان العصر الصفوي يمثل مرحلة جديدة في تاريخ المنمنمات الإيرانية، المدرسة المعاصرة، حيث شهدت السنوات المائة الماضية ازدهار كبير في المنمنمات بظهور نتاجات فنية رائعة.