ما وصف المدينة التي كان بها أصحاب الكهف، اهتم القرآن الكريم بترتيب أحداث وقصص الأمم السابقة وتبيانها الأمة الإسلامِ الخالدة وليس هذا الاهتمام بمحل الرواية إنما بهدف تتبع القضايا ذات العلاقة بالدعوة والمواعظ والإقناع والتّأثير، وتعد قصة أصحاب الكهف من القصص التي ذكرت بصورة مفصلة في القرآن الكريم، كما انها تعتبر من القصص الملهمة والهامة لحياتنا اليومية فهي مليئة بمجموعة من العبر والدروس المهمة لحياتنا.
قصة أصحاب الكهف
تتمحور قصة أصحاف الكهف حول مجموعة من الفتية آمنوا بالله ويعيشون بقرية مشركة حاكمها يعبد الأصنام، اعترضوا بأن يسجدوا لغير الله الذي هو خالق كل شيء فثبتهم الله على إيمانهم وسهل لهم طريق الهداية، فعندما علم الملك بإيمانهم أراد قتلهم فهربوا لمكان آمن من أجل الحفاظ على دينهم، وتوجهوا إلى كهف مهجور وضيق حتى يعبدوا الله فيه، بحيث كان كلبهم عند الباب لكي يحرسهم فناموا نوما عميقا فيه واستمروا لمدة طويلة ثم استيقظوا من نومهم بعد مرور سنوات عديدة فلم يدركوا حينها الوقت الذي مضى في كهفهم وهم نائمين.
المدينة التي كان بها أصحاب الكهف
تعددت الآراء حول المكان الذي كان يعيش فيه أصحاب الكهف لكن أكثر هذه الآراء اعتدال هو مدينتي أفسس وطرسوس. ويمكننا القول بأن جميع المصادر المسيحية على وجه التقريب تعتبر مدينة أفسوس هي مكان الكهف الذي لجأ إليه هؤلاء الفتية المؤمنين، والمكان الثاني الذي أُشير إليه مدينة طرسوس وبالفعل فإن هناك كهف شديد الشبه بذلك الذي وصفه القرآن الكريم، ويقع على جبل يعرف باسم بنسيلوس بشمال غرب طرسوس، وتبين أنه هو المكان الصحيح الذي عاش به أصحاب الكهف على رأى علماء المسلمين.
صفات أصحاب الكهف
يتصف أصحاف الكهف بمجموعة من الصفات النبيلة والحسنة التي ذكرها الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم وهي كالتالي:
- الفتوة: تعددت الأقوال بمعنى الفتوة فقيل أنها بداية سن الشباب وقيل أنها تعني منع الأذى وعدم الادعاء قبل أداء الفعل وقيل بأنها الصراط والطريق الحق.
- الصبر: تحلى أصحاب الكهف بالصبر والعزم والشدة والتحمل كافة الأمور حيث أنعم الله تعالى عليهم الثبات على الحق وعبادته.
- الإيمان: تميز أصحاب الكهف بإيمانهم الشديد إذ أنهم اعتزلوا قومهم لعبادة الله عز وجل.
تعد قصة أصحاب الكهف رمزا على الثبات والصبر وقوة الايمان بحيث أمن مجموعة من الفتية بالله تعالى وتركوا قومهم الذي يعبد الأصنام وذهبوا إلى كهف موجود في مدينة طرطوس ليعبدوا الله فيه.