العلاقة بين النسيان والساعة البيولوجية، هناك العديد من الأشخاص الذين يواجهون مشكلة النسيان، التي تعتبر من أخطر المشاكل وأكثرها تأثيراً على الفرد، وتحديداً إذا كان طالباً فإن ذلك سيزيد من سوء تأثير النسيان على حياته، فيصبح ينسى المعلومات بشكلاً مفرط وبذلك تتأثر حياته الدراسية والاجتماعية، لذلك من خلال مقالنا سنتعرف إلى العلاقة بين النسيان والساعة البيولوجية.
ما هي أسباب النسيان ؟
النسيان يعني وجود ضعف جزئي أو كامل في ذاكرة الشخص ، بحيث يصعب عليه تذكر الحقائق والأحداث التي مر بها والمعلومات التي قرأها. هناك بعض الأسباب المرضية للنسيان وأسباب غير مرضية أو قد تكون ناجمة عن أسباب نفسية. ومن أهم أسباب النسيان التي حددها العلماء: الأتى :
- الإفراط في استخدام بعض أنواع الأدوية العلاجية بشكل دائم ، مثل مضادات الاكتئاب المستخدمة لعلاج سلس البول ، وأدوية علاج الحموضة والحساسية مثل مضادات الهيستامين.
- الشعور المستمر بالاكتئاب والألم النفسي والحزن والقلق والتوتر وعدم الاستمتاع بأي أنشطة في الحياة من أهم الأسباب التي تؤدي دائمًا إلى تشتت التركيز وفقدان القدرة على التفكير والنسيان.
- من المعروف أن تناول المشروبات الكحولية من أهم الأسباب التي تترك عددًا كبيرًا جدًا من الآثار السلبية على الصحة ؛ ومنها تشتت التفكير والتركيز والنسيان.
- يعد اضطراب النوم والأرق وعدم القدرة على الحصول على عدد كافٍ من ساعات النوم يوميًا من أهم أسباب النسيان.
- قد يؤدي نقص بعض المركبات الغذائية في الجسم إلى النسيان ، مثل نقص فيتامين ب 12 ، أو التعرض للتخدير ، أو التعرض لصدمة في الرأس ، أو نقص الأكسجين في الدماغ ، كل هذه العوامل تؤدي إلى ضعف الذاكرة والنسيان.
- قد يؤدي ارتفاع مستوى الكالسيوم وانخفاض مستوى الجلوكوز في الدم وأورام المخ والصداع النصفي والأمراض العصبية إلى النسيان الدائم والمتكرر.
ما هي الساعة البيولوجية ؟
الساعة البيولوجية هي ساعة ذاتية داخلية في كل إنسان ، وهي مسؤولة عن تنظيم ساعات نومه ، بما في ذلك تنظيم إفراز الهرمونات المسؤولة عن النوم والصحة طوال اليوم ، فضلًا عن دورها في التحكم في درجة حرارة جسم الإنسان. كذلك ، وتتأثر الساعة البيولوجية بالعديد من التأثيرات الخارجية والعمليات البيولوجية في الجسم، يمكن ملاحظة أن الساعة البيولوجية تتأثر عند بعض الأشخاص مع تغير الفصول والفصول لأن الساعة البيولوجية تبدأ في تكوين روتين يومي جديد ومختلف ؛ ويمكن ملاحظة ذلك من خلال الشعور بالاكتئاب والقلق والتوتر وفقدان الدافع للقيام بأي نشاط والصداع خاصة مع دخول فصل الشتاء وعند الانتقال إلى الصيف أيضًا.
تختلف درجة النسيان على مدار اليوم
هل تعلم أن معدل النسيان قد يزداد وينقص ويختلف على مدار اليوم لدى كل إنسان ؛ حيث أنه من خلال دراسة أجريت على الفئران في جامعة طوكيو باليابان ونشرت في التاسع عشر من ديسمبر ؛ وأشارت إلى أن هناك جينًا في هذه الفئران مسؤول ويتحكم في معدل استعادة الذاكرة في أوقات مختلفة على مدار اليوم ، وأظهرت الدراسة أيضًا أن الفئران تكون أكثر نسيانًا قبل الاستيقاظ مباشرة، وأشار العلماء الذين أجروا هذه الدراسة إلى أن هذا الجين يحمل اسم BMAL1 ، وعندما تنخفض نسبة هذا الجين ؛ الفئران أقل قدرة على التذكر ، وقد يثبت العلماء أيضًا أن الساعة البيولوجية المنتظمة تلعب دورًا مهمًا في تنظيم عدد ساعات النوم أثناء الليل ، بالإضافة إلى المساعدة في استعادة الذاكرة بشكل طبيعي، وأشار العلماء وراء هذه الدراسة إلى أن هذا الجين يقع في جزء من الدماغ يعرف باسم الحُصين ، واكتشفوا دوره في تنشيط مستقبلات الدوبامين وتحسين معدل إفراز بعض المواد الكيميائية العصبية في الدماغ أيضًا، تم تلخيص فوائد النتائج التي حصل عليها العلماء نتيجة لهذه الدراسة ؛ قد يفتح اكتشاف جين BMAL1 الطريق أمام إنتاج العديد من الأدوية العلاجية التي تساعد في علاج بعض الأمراض المتعلقة بالذاكرة مثل الزهايمر والخرف وغيرها.
وهكذا نكون قد توصلنا إلى ختام مقالنا، الذي تعرفنا من خلاله إلى العلاقة بين النسيان والساعة البيولوجية، بحيث أن هناك علاقة قوية بين النسيان والساعة البيولوجية كما رأينا.