من هي السيدة التي علمت السيدة نرجس الفرائض والسنن، كثيرًا ما نقف عند اسم سيدة عظيمة في إحدى الكتب أو الروايات، ولعلّ أبرز تلك الأسماء السيدة نرجس التي تعتبر إحدى النساء الصادقات الورعات العارفات، كما أنها والدة الإمام المهدي، إذ أن التاريخ لم يحظ بمثل هذه الفاضلة كونها امرأة غير عاديّة، وصاحبة المكانة الرفيعة، حيثُ ذكرها العديد من العلماء في كتبهم، دعونا نتعرف على نسب هذه السيدة، ومن تكون.
إثبات نسب السيدة نرجس
قد وُلدت السيدة نرجس في القسطنطينية في العام 240هـ، وقد كان يطلق عليها قديمًا مليكة، إذ أنها بنت يشوعا حفيدة قيصر ملك الروم، وتعود أصولها إلى شمعون، وقد اشتهرت بأسماء عدة منها ريحانة، ونرجس، ومريم، وسوسن، وصقيل، وقد تعددت أسمائها نظرًا للأوضاع السياسية التي كانت تنتشر آنذاك من قبل العباسيين، والغاية من تلك الأسماء تضليل السلطة عن معرفتها كونها سوف تلد الإمام الثاني عشر، وعند أسرها قد سميت نرجس، وعند حملها سُمِّيت صقيل، وعند ولادتها أصبحت تكُنى أمّ محمد، إلا أن أشهر تلك الأسماء هو نرجس.
إسلام نرجس أم المهدي
إنّ السيدة نرجس حظيت بمكانة عظيمة نظرًا لأنها والدة الإمام المهدي حيثُ اصطفاها الله سبحانه وتعالى لتحظى بهذا الشرف الكبير والمقام العظيم، وسمعت نرجس عن أخبار الإسلام، والرجل الذي يطلق عليه خاتم الأنبياء محمد -صلى الله عليه وسلم-، وقد استقبلهم المسيح، وقال النبي محمد للمسيح: يا روح الله إنّي جئتك خاطباً من وصيّك شمعون، وأخذ ينظر عيسى إلى شمعون ويقول له نلت الشرف العظيم، فصِل رحمك برحم رسول الله، واقتنع شمعون بذلك، وعندما علم النبي بموافقة شمعون اتجه إلى المنبر وأعلن زواج مليكة للإمام، علمًا بأن الشهود كانوا المسيح وآل محمد والحواريون.
صفات السيدة نرجس
وقد اصطحبت مليكة أمَّ الإمام المهديّ، فقال لها علِّميها الفرائض والسُّنن، فإنّها زوجةُ أبي محمّد وأمُّ القائم عليهما السلام، ومن الجدير بالذكر أنّ السيدة نرجس قد تميزت بمنزلة سامية ومرتبة عالية عند الله، كما اتصفت بعدة صفات منها أنها نقية، وتقيّة، وصدّيقة وطاهرة، فضلًا عن كونها والدة الإمام، وقد أدّت الأمانة، وصبرت واحتسبت، وجاهدت في سبيل الله، كما أنها عاشت المحن الشديدة ، وقد تحمّلت الحبس في بيوت الظالمين ، وعانت من العذاب بكافة أشكاله، لكنها صابرة في سبيل حماية ابنها من ظلم وجبروت العباسيين.
وقد أخذت مليكة أمَّ الإمام المهديّ، وبدأت تعلمها الفرائض والسُّنن، حيثُ كان التوفيق الإلهي يرافق السيدة نرجس، كونها السيدة الطاهرة المباركة التي اختارها الله تعالى كي تحظى بشرفًا كبيرًا لأنها والدة الإمام المهدي.