الجمله الاسميه تتكون من ركنين اساسيين هما، يُبنى الكلام في اللغة العربية على الجملة الاسمية والجملة الفعلية عليهما، كما أنه يوجد لكل منهم مواضعه الخاصّة به، فالاسم يدُل على الثبوت والدّوام، أما الفعل فإنه يدُل على التّجدُّد والاستمرار، وقد يشتركان في أحكام، ويختلفان في أخرى، فالاسم والفعل قد يكونا مبنيين؛ إذا كان الاسم اسم موصولٍ أو اسم إشارة، وقد يكونا معربيْن؛ إذا كانا الفعل فعلًا مُضارعًا لم تُباشره نون التوكيد أو نون النسوة، وفي مقالنا هذا سوف نتعرف على الجملة الاسمية.
الجمله الاسميه تتكون من ركنين اساسيين هما؟ الاجابة هي المبتدأ والخبر.
تعريف الجملة الاسمية
تعرف الجملة الاسمية على أنها هي الجملة التي تبدأ باسم، نحو قولنا: “محمد قادم”، فهي تتكون من ركنيْن أساسييْن، ألا وهما: (المبتدأ والخبر)، حيث كان يُطلق عليهما في السابق المسند إليه وهو (المبتدأ)، والمسند وهو (الخبر)؛ وهذا يكون حسب ما جاء في تعريف شيخ النحاة سيبويه القائل: “هذا باب المسند والمسند إليه وهما ما لا يغني واحد منهما عن الآخر ولا يجد المتكلم منه بُدّاً”، نحو قوله تعالى: (وَاللَّـهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ)، وجاء أيضا المبتدأ في هذه الآية لفظ الجلالة الله وهو مرفوع، أمّا الخبر فهو عليم وجاء أيضاً مرفوع، والجملة الاسمية كما تدخل على كان وأخواتها، وهي أفعال ناقصة لا تأخذ فاعلاً كحال الأفعال التامة، نحو: “كان الطفل نائماً”، وأيضاً تدخل عليها أفعال الرجاء والمقاربة والشروع، مثل: “شرع، وعسى”، وهي تعمل عمل كان وأخواتها، نحو: “عسى العمل ناجحاً”.
مكونات وأنواع الجملة الاسمية
تنقسم الجملة الاسمية الى عدة أنواع ومكونات؛ فمن هذه المكونات هي كالآتي:
- الجملة الاسمية غير المنسوخة: تقسم هذه الجملة إلى ثلاثة أنواع، وهما: الجملة المثبتّة، والجملة المنفيّة، والجملة المؤكدة، وسوف نقوم بشرحها بالتّفصيل فيما يلي:
الجملة الاسميّة المُثبتة: البعض من النحويين عرف الجملة الاسميّة المثبّتة بقولهم: “هي الجملة التي يدّل فيها المنسد على الدّوام والثّبوت، أو التي يتّصف فيها المسند إليه اتّصافاً ثابتاً غير متجدّد، وهي التي يكون فيها المسند اسماً، وموضوع الاسم على أن يثبت به المعنى للشّيء من غير أنْ يقتضي تجدّده شيئاً بعد شيء”، وذلك يعني أنّ الجملة الاسميّة المثبتّة هي التي تعطي المعنى التام المقصود عند المتكلم عندما يريد إيصاله إلى المستمع، سواءً أكان المستمع مستخبراً من المتحدّث أم كان مخبراً، وتمتاز الجملة الاسميّة المثبتّة بأنّها تبدأ دائماً باسم يكون المحور الرئيسي في الكلام وهو المبتدأ.
ويعرف المبتدأ بأنّه “اسم صريح أو بمنزلته، وهو مجرّد من العوامل اللفظيّة أو بمنزلته، مخبر عنه، أو وصف رافع لمكتف به عن الخبر أو بمنزلة الوصف”، ومن الأمثلة على الاسم الصريح قولنا: “محمدٌ رسول الله”، أمّا من كان بمنزلة الاسم الصريح كقوله تعالى: (وَأَن تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ)، والاسم المؤول من “أن تصدقوا” هو صدقتكم، أمّا الاسم المجرد من العوامل اللفظية وما كان بمنزلته فهو الاسم الذي يدخل عليه حرف زائد أو ما شابهه، كقوله تعالى: (وَمَا مِنْ إِلَـٰهٍ إِلَّا اللَّـهُ)، أما الخبر فيعرف بأنّه الجزء المكمل لمعنى الجملة الاسميّة، ولا تكتمل الفائدة إلا به، نحو: “السماء ممطرةٌ.
الجملة الاسمية المنفية: تم تعريف النفي في اللغة بأنّه هو فعلٌ مشتق من الفعل نفى أي تنحّى، مثلا يُقال نفي الرّجل عن الأرض أي طُرد؛ وغيره.
وتنقسم أدوات النفي إلى قسميْن، هما: الحروف، وهي: (لم، لا، ولن، ولما، وإنْ، ولات، وما)، والأفعال، مثل الفعل الناقص (ليس)، وسنوضحها فيما يلي حسب ما حدد عملها ابن عقيل.
الجملة الاسميّة المؤكدة: تعرف الجملة الاسميّة المؤكدة بأنها هي الجملة التي تدخل عليها أداة من أدوات التوكيد التي تؤكد العلاقة الإسناديّة بين المبتدأ والخبر، والتوكيد يعرف في اللغةً بأنّه مصدرٌ مشتق من الفعل الماضي أكد؛ كأن يقال أكد العهد بمعنى وكّده، وأيضاً بمعنى بدل، فالتأكيد بالمعنى اللغوي في التوكيد، فيقال أكّدت الشّيء ووكّدته، أمّا اصطلاحا فهو تثبيّت الحدوث والوقوع.
أما حروف التوكيد فهي: أنّ، وإنّ، ولام الابتداء، ونونا التوكيد الثقيلة والخفيفة، ولام القسم، وقد، ولكن، وإلى، والحروف النافية الزائدة، مثل: “ما، ولا، والباء، وفي”، ومن الأمثلة عليها: “للعلم سلاحٌ”، و” إنّ العلم سلاحٌ “، و”والله إنّ الاتحاد قوة”، ومن الطرق الأخرى للتوكيد أسلوب القصر.
- الجملة الاسمية المنسوخة: النسخ يعرف في المصطلح اللغوي بأنّه الإزالة والتغيير، أمّا اصطلاحياُ فهو إزالة الحكم الإعرابي للمبتدأ والخبر، حيث تنقسم نواسخ الجملة الاسميّة إلى نوعيْن، هما: النواسخ الفعليّة، وهي: “كان وأخواتها”، و” ظنّ وأخواتها”، ومن نواسخ الجملة الاسميّة النواسخ الحرفيّة، وهي “إنّ وأخواتها”.
- الجملة الاسميّة المنسوخة بالفعل الناسخ: ان كان وأخواتها تدخل على الجملة الاسميّة، فتبقي المبتدأ مرفوعاً ويسمى اسمها، ويصبح الخبر منصوباً ويسمى خبرها، وهي تشمل الألفاظ التالية وهي:
- كان
- أضحى
- أصبح
- ظل
- صار
- بات
- ليس
- أمسى
- مادام
- ما زال
- ما فتئ
- ما انفكّ
- ما برح
- الجملة الاسميّة المنسوخة بالحرف الناسخ: سُميت الجملة المنسوخة بالنواسخ؛ وذلك يكون عائدٌ إلى الصيغة والتركيب البنائي المرتبطيْن بها، وعلى الرغم من الاختلاف بينها وبين الافعال الناسخة إلا أنهما يتشابهان في المعنى، وهي تتشابه أيضاً مع الأفعال التامة في أمور عدّيدة، منها: الاختصاص بالأسماء، وأن تُبنى على الفتح كحال الفعل الماضي، كما أنها تتصل بضمائر النصب كالأفعال، وتدخل هذه الحروف على الجملة الاسميّة، فتنصب المبتدأ ويسمى اسمها، وترفع الخبر ويسمى خبرها، حيث قُسّمت النواسخ إلى ثلاثة أقسام، وهي:
- إن وأخواتها: تشمل: “إنّ” نحو: “إنّ الحديث صحيحٌ”، و “أنّ” نحو: “سرّني أنّك مجدٌّ”، و “لكنّ” نحو: “أمير حاضرٌ ولكنّ أخاه غائبٌ”، و”ليت” نحو: “ليت النتيجة مفرحةٌ”، و “لعلَّ” نحو: “لعلَّ المحصول وفيرٌ”، و “كأنّ” نحو: “كأنَّ الماء صافيٌ”.
- لا النافية للجنس: نحو: “لا مجتهد محرومٌ”.
- الحروف الناسخة التي تشبه عمل (ليس).
وهكذا نكون قد توصلنا الى نهاية مقالنا الذي تعرفنا فيه عن كل ما يتعلق بالجملة الاسمية، وقمنا بالاجابة على سؤال الجمله الاسميه تتكون من ركنين اساسيين هما.