الافتاء بغير علم داء خطير وعظيم تحدث عن ذلك على ضوء ما درست في الآيات، لقد حرّم الله عز وجل الإفتاء بغير علم، حيث قال تعالى: (وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ)، (النحل:116)، وتشمل هذه الآية على من زاغ في الفتوى وقال في فتواه، عن الحرام هذا حلال، وعن الحلال هذا حرام، والأدلة على هذا الأمر من السنة النبوية الشريفة كثيرة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَنْ أُفْتِيَ بِفُتْيَا غَيْرِ ثَبْـتٍ، فَإِنَّـمَا إِثْـمُهُ عَلَى الَّذِي أَفْـتَاهُ)) (رواه الإمام أحمد وابن ماجه(، وذلك لأن الذي يفتي بغير علمٍ لا يعرف الصواب وعكسه، فهو مثل الأعمى الذي لا يعرف الطريق الصحيح، ولذلك فإن الافتاء بغير علم داء خطير وعظيم تحدث عن ذلك على ضوء ما درست في الآيات وهذا ما سنتحدث عنه في المقال الحالي.
تعريف الفتوى بغير علم
الفتوى بغير علمٍ هي أحد المنكرات العظيمة، والتي حرمها الله عز وجل على عباده، وجعل مرتبتها فوق مرتبة الشرك، حيث قال الله سبحانه وتعالى في محكم تنزليه: (قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ)، (الأعراف:33)، ولذلك فمن الواجب على طالب العلم أن يتقي الله في فتواه، وأن يحذر القول على الله سبحانه وتعالى بدونِ علم.
حكم الإفتاء بغير علم
إن الإفتاء بغير علم هو من الحرام الذي يتهاون في الكثير من طلاب الشهرة وقليلي الدين، والأدلة على حرمة الإفتاء بدونِ علم كثيرةٌ جداً، قال تعالى: (وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ)، (النحل:116)، فقد شرحت هذه الآية حكم الإفتاء بغير علم، والأدلة من السنة النبوية الشريفة قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَنْ أَفْتَى النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ لَعَنَتْهُ مَلَائِكَةُ السَّمَاءِ وَمَلَائِكَةُ الْأَرْضِ» ذكره ابن الجوزي في تعظيم الفتوى).
الافتاء بغير علم داء خطير وعظيم تحدث عن ذلك على ضوء ما درست في الآيات
الإجابة الصحيحة على هذا السؤال كما يلي:
إن الدليل على أن الإفتاء بغير علم داءٌ خطير قوله تعالى: (وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ).
والدليل على ذلك من السنوية النبوية الشريفة ما روى أبو داود وابن ماجه عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَنْ أُفْتِيَ بِفُتْيَا غَيْرِ ثَبْـتٍ، فَإِنَّـمَا إِثْـمُهُ عَلَى الَّذِي أَفْـتَاهُ))، وعند ابن ماجه: بفتيا غيرَ ثبتٍ.
ان من اكبر الجنايات ان يقول الشخص عن شيء انه حلال وهو لا يدري ما حكم الله فيه، او يقول عن الشيء انه محرم وهو لا يدري عن حكم الله فيه، وان كثيراً من العامة يفتي بعضهم بعضاً بما لا يعلمون وإن من بعض العامة يجني جناية أخرى فإذا رأى شخصاً يريد أن يستفتي عالماً يقول له هذا العامي لا حاجة أن تستفي، هذا أمرٌ واضحٌ، هذا حرام مع أنه في الواقع حلال وهذه جناية منه على شريعة الله، وخيانة لأخيه المسلم، حيث أفتاه بدونِ علمٍ، فكيف تتلكم عن طريق الجنة وهو الشريعة التي أنزل الله وأنت لا تعلم عنها شيئاً وليت هؤلاء القوم يقتصرون على نسبة الأمر إليهم لا بل تراهم ينسبون ذلك للإسلام فيقولون: الإسلام يرى كذا!، وهذا لا يجوز الإ فيما علم القائل أنه من دين الإسلام.
وبهذا نكون قد وصلنا الى نهاية المقال وقد وضحنا إجابة سؤال الافتاء بغير علم داء خطير وعظيم تحدث عن ذلك على ضوء ما درست في الآيات، وغير ذلك من الأدلة الشرعية على تحريم الإفتاء بغير علمٍ من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة.