ماهو الاضطراب ثنائي القطب، الهلوسة، الانفصام، التفكير السلبي، والحديث مع أشخاص غير موجودين حولنا، كُلها عوامل الاضطراب الوجداني الذي يعيشه مريض ثنائي القطب الذي يُعاني الأمرَّين بسبب المرض النفسي الذي يصيبه ويحول بينه وبين الحياة الطبيعية بشكل عام.
كما أن الاضطراب ثنائي القطب له الكثير من الخبايا والأسرار التي يطول الحديث بها وذلك بحسب جنس المريض سواء كان ذكراً أو أنثى وبحسب الحالة التي يعيشها ودرجة شدَّة المرض الذي يُعاني منه وما فيه من أعراض، وهذا ما يجعل مرض ثنائي القطب صعباً جداً وتجربة مريرة لأصحابه.
الاضطراب ثنائي القطب
يُعرَف الاضطراب ثنائي القطب على أنه مرض اكتئاب يُصيب الإنسان ويجعله يعيش في حالة من الهوس والهلوسة بدرجة مُعيَّنة في حياتها، خاصةً وأنه يُركز على مناطق الإحساس العاطفية في عقل الإنسان، بسبب الحزن واليأس الذي قد يصل إلى مرحلة صعبة جداً ويؤثر بالشكل السلبي على كافة الأنشطة الجسدية التي يقوم بها المريض ويُضعِف قدرته على النشاط أو النوم ويكاد يكون جسده لا يحتوي على أي شكل من أشكال الطاقة، بالإضافة إلى كونه يعيش التقلبات المزاجية بشكل يومي وهو ما يُؤثر على مدارك الإحساس في عقل الإنسان، بالإضافة إلى الانفعال الشديد وهو من أشد أعراض مرض الاضراب الوجداني ثنائي القطب.
تشخيص اضطراب ثنائي القطب
يعتمد تشخيص مرض الاضطراب ثنائي القطب على الكثير من الأشياء الجسدية والنفسية التي يمُر بها مريض ثُنائي القطب وأهمها التشخيص الجسدي وضرورة معرفة الحالة الصحية لجسد وعقل الشخص المُشتبَه به، ومن ثم يبدأ الطبيب النفسي بالتشخيص النفسي ومنها إلى الحالة النفسية العامة التي يعيشها المريض، كالنوم والنشاط وما يحدث معه خلال تلك الفترة، وذلك يعتمد على تسجيل نشاطه بدقة لمدة متواصلة من أجل معرفة الأسباب وطريقة العلاج، بالإضافة إلى الأعراض التي يتم مقارنتها مع الحالة العامة التي يعيشها مريض اضطراب ثنائي القطب، كما أن التشخيص يكون في مرحلة الإدراك والشباب أما بالنسبة للأطفال فإن الأمر يبدو في غاية الصعوبة والقلق.
هل مرض ثنائي القطب خطير
يُمكِن تصنيف مرض الاضطراب ثنائي القطب على أنه خطير في حالة كان هناك نوبات انفعال شديدة جداً بالإضافة إلى وجود اكتئاب حاد وأرق كبير، كما أن الكسل هو أصعب ما يُصيب المريض في هذه المرحلة، وهنا يكمُن دور الطب النفسي في عملية العلاج وكيفية تقبُّل مريض اضطراب ثنائي القطب إلى حالته النفسية ومدى استجابته إلى العلاج، وتبدأ المرحلة الأولى للعلاج في سماعه ومحاولة جعله يتحدَّث عمَّا يجول في خاطره وتهدئته دوماً سواء بالكلام الإيجابي أو من خلال الأدوية المُهدّئة حتى لا يتعرَّض إلى الخطر أو يُفكر بالانتحار، وهُنا يأتي دور العائلة في علاج ابنها وتهيئة كافة الظروف النفسية المجاورة له من أجل العلاج.
كيفية التعامل مع مريض الاضطراب الوجداني ثنائي القطب
يتعمد دور الأهل مع مريض الاضطراب ثنائي القطب في التعامل الصحيح مع الحالة بطريقة إيجابية حتى لا تتفاقم ويحدث ما لا يُحمَد عُقباه، وتأتي الخطوة الأولى للعلاج في الاستماع، أي محاولة خلق جو مُلائم للحديث دون خوف والهدوء معه أثناء الحوار بالإضافة إلى سماعه بشكل جيد وتأييده في حديثه وعدم التطرُّق إلى أي موضوع يُسبب له الغضب أو القلق، بالإضافة إلى جعله البطل في الرواية وتشجيعه دوماً على أنه قادراً على تحقيق كُل شيء، بالإضافة إلى تذكيره بعظمته وما يمتلكه من مواهب ومهارات قادرة على جعله واحداً من الأفضل في العالم، ويجب الصبر على المريض خاصةً أثناء تلقي العلاج والعقاقير وتهيئة الأمر له بالإضافة إلى عرضه على طبيب نفسي هادئ يتقبَّل الحالة بطريقة مثالية.
اضراب ثنائي القطب والحب
يرى مريض الاضطراب ثنائي القطب أن الحب هو أسمى ما في الحياة وعلى الرَّغم من ذلك فإنه يخشى الخوض في أي قصة حُب إطلاقاً ويعتقد دوماً أن هذا الأمر صعب جداً وقد يجرُّه إلى المشاكل والخلافات ويخشى دوماً عدم تقبُّل الشخص الآخر له؛ لكنه مُخلِص جداً وقد يعطيك من المشاعر والحُب ما يفيض، لذلك فإن مريض ثنائي القطب يُمكِن أن يستجيب للعلاج من خلال حبيبه أو حبيبته فهو يرى فيه بصيص الأمل في هذه الحياة، وهنا يكمُن دور العائلة ككُل في تسهيل حياته وارتباطه في الطرف الآخر؛ لكن في هذه الحالة يجب تذكيره دوماً أن العلاج هو السبيل الوحيد لكي يبقى مع من يُحبه للأبد وذلك على سبيل التحفيز.
اضطراب ثنائي القطب والزواج
لا يُمكِن أن يكون مريض الاضطراب ثنائي القطب سبباً في تخريب أو إضعاف علاقة الحُب والزواج الذي قد ينشأ بين أي شخصين، خاصةً وأن الحُب والزواج لهذا المريض يكون هو الخيار الأمثل ويرى أنه قد تتغيَّر حياته خلال ذلك، وعلى الشَّريك دوماً أن يقِف إلى جانب شريكه في مثل هذه الحالة ولا يدع الحالة المرضية هي من تُسيّر العلاقة، وكُن على ثقة بأن مريض ثنائي القطب قد لاقى ملاذه في هذه العلاقة وهي السبيل الصحيح من أجل العلاج، ويجب مُتابعة العلاجات النفسية والعقاقير الطبية في مثل هذه الحالة، وإن كانت حالته لا تستدعي أي عقار يجب أن يكون المُسكّن الطبي الذي لا يحتوي على أعراض جانبية هو الخيار من أجل تحقيق الوهم للحالة بأن هذا العلاج هو السبيل، بالإضافة إلى الطبيب النفسي الذي يتعامل معه.
أعراض ثنائي القطب عند النساء
لا تختلف أعراض مرض الاضطراب ثنائي القطب لدى النساء عن الرجال كثيراً؛ لكن الحالة الفيسيولوجية التي تعيشها المرأة في تركيبتها الجسدية والدورة الشهرية لديها تجعل المرض بالنسبة لها أخطر من الرجل خاصةً وأن المرأة في هذه الحالة تُعاني من الأعراض الخاصة بمرض ثُنائي القطب مما قد يجعل الحالة غير مكشوفة لدى العامَّة بالشكل المصالي، ومن أبرز أعراض مرض الاضطراب ثنائي القطب لدى النساء ما يلي:
- اضطرابات القلق.
- الصداع النصفي.
- السُّمنة الزائدة.
- أمراض الغدة الدرقية.
- الدورة الشهرية.
- الاكتئاب الحاد.
- الهوس بشكل خفيف.
- الأرق.
- الخوف المُلازِم لها.
مدة علاج الاضطراب الوجداني ثنائي القطب
تقوم عملية علاج مريض الاضطراب ثنائي القطب على معرفة التشخيص الجيد للحالة بالإضافة إلى عامل السن المُهم جداً خاصة وأن نسبة 60% يُصابوا بهذا المرض ما بين الـ20 والـ25 من العمر، وهي المرحلة الأقل خطراً، في حين لو كانت الإصابة لدى الأطفال تكون أصعب وهي تُشكل 15% من المرضى، بالإضافة إلى كبار السن والذي تكون النسبة لديهم حوالي 25%، ويُمكِن علاجه بنسبة أكبر في مرحلة الشباب، وتكون مُدة علاج مريض الاضطراب ثنائي القطب تتراوح ما بين 6 إلى 12 شهر، ويبدأ العلاج عادةً بالأدوية والعقاقير الخاصة بمضادات الاكتئاب والذهان والهوس وغيرها، وذلك بالتناوب مع العلاج النفسي عند الطبيب النفسي لأن أفضل مرحلة علاجية للمريض هي مرحلة العلاج الكلامي وتعزيز ثقته بنفسه.
مما لا شك فيه أن مرض الاضطراب ثنائي القطب خطير وخطير جداً وقد يجعل الإنسان يعيش تعيساً ومُكتِئباً طيلة حياته كما أنه قد يُؤثر على إدراكه ووعيه وقد يصِل فيه إلى درجة الانتحار؛ لذلك على الأشخاص المُحيطين بمريض ثنائي القطب أن يُساعدوا في علاجه من أجل تخطي المراحل الصعبة التي قد يمُر بها في حياته.