اسباب الكسب المحرم، عزيز القارئ ان طلب الحلال واجب على كل مسلم ومسلمة، ولذلك فقد حثنا الدين الإسلامي على السعي لتحصيل المال واكتسابه لغايات مشروعة، ووضع لذلك ضوابط وقواعد محددة، حيث لا يجوز أن يتجاوزها أحد او يتعدى عليها، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ)، وقال سبحانه وتعالى: (فَكُلُواْ مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلَٰلًا طَيِّبًا ۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ)، وسوف نتحدث في مقالنا هذا عن أسباب الكسب المحرم.
اسباب الكسب المحرم
ان طلب الحلال واجب على كل مسلم ومسلمة، ولذلك فقد حثنا الدين الإسلامي على السعي لتحصيل المال واكتسابه لغايات مشروعة، ووضع لذلك ضوابط وقواعد محددة، حيث لا يجوز أن يتجاوزها أحد او يتعدى عليها، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ)، وقال سبحانه وتعالى: (فَكُلُواْ مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلَٰلًا طَيِّبًا ۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ)، ومن أسباب الكسب المحرم ما يلي:
- الظلم:
حيث قال سبحانه وتعالى في محكم تنزليه: (يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم).
- الربا:
حيث قال سبحانه وتعالى في محكم تنزليه: (يمحق الله الربا ويربي الصدقات).
- عدم الخوف من الله تعالى:
حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (استحيوا من الله حق الحياء. قال: قلنا: يا رسول الله، إنا نستحي والحمد لله، قال: ليس ذاك، ولكن الاستحياء من الله حق الحياء أن تحفظ الرأس وما وعى، والبطن وما حوى، ولتذكر الموت والبلى، ومن أراد الآخرة ترك زينة الدنيا، فمن فعل ذلك استحيا من الله حق الحياء). وعَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، –رضي الله عنه–حَدَّثَنَا أَبُو مَسْعُودٍ، –رضي الله عنه–قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ –صلى الله عليه وسلم): إِنَّ مِمَّا أَدْرَكَ النَّاسُ مِنْ كَلاَمِ النُّبُوَّةِ الأُولَى: إِذَا لَمْ تَسْتَحْيِ فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ)، وقال الشاعر:
- إذا لم تخش عاقبة الليالي — ولم تستح فاصنع ما تشاء
- فلا والله ما في العيش خير — ولا الدنيا إذا ذهب الحياء
- يعيش المرء ما استحيا بخير — ويبقى العود ما بقي اللحاء
- الطمع ومحاولة الكسب بسرعة:
حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ليس من عمل يقرب إلى الجنة، إلا قد أمرتكم به، ولا عمل يقرب إلى النار، إلا قد نهيتكم عنه، لا يستبطئن أحد منكم رزقه أن جبريل عليه السلام ألقى في روعي أن أحدا منكم لن يخرج من الدنيا حتى يستكمل رزقه، فاتقوا الله أيها الناس، وأجملوا في الطلب، فإن استبطأ أحد منكم رزقه، فلا يطلبه بمعصية الله، فإن الله لا ينال فضله بمعصية).
- الغرر:
وهو الخدعة وتعريض الشخص نفسه للسوء والتهلكة، وهو البيع مجهول العاقبة.
- الجهل بمخاطر الكسب الحرام وحكمه:
حيث أن الكثير من الناس يجهلون خطورة الكسب بالحرام وحكمه في الشرع، مما يجعلهم يتهاونون في تحصيل الأموال وعدم المبالاة للكسب الحرام.
اضرار الكسب الحرام
إن للكسب الحرام اضرار كثيرة، وأولها هو غضب الله تعالى، من اضرار الكسب الحرام ما يلي:
- غضب الله تعالى ودخول النار:
حيث أن الكسب الحرام يستوجب غضب الله تعالى، عَنْ أَبِي امامة، –رضي الله عنه–أَنَّ رَسُولَ اللهِ –صلى الله عليه وسلم–قَالَ: (مَنِ اقْتَطَعَ حَقَّ امْرِئٍ مُسْلِمٍ بِيَمِينِهِ، فَقَدْ أَوْجَبَ اللهُ لَهُ النَّارَ، وَحَرَّمَ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ) فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: وَإِنْ كَانَ شَيْئًا يَسِيرًا يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: (وَإِنْ قَضِيبًا مِنْ أَرَاكٍ (.
- عدم قبول الدعاء: إن الله تعالى لا يقبل دعاء من يكسبون أموالهم بالحرام، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، –رضي الله عنه–قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه: (وسلمأَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ اللهَ طَيِّبٌ لَا يَقْبَلُ إِلَّا طَيِّبًا، وَإِنَّ اللهَ أَمَرَ الْمُؤْمِنِينَ بِمَا أَمَرَ بِهِ الْمُرْسَلِينَ، فَقَالَ: يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا، إِنِّي بِمَا تَعْمَلُفنَ عَلِيمٌ وَقَالَ: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ: ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ، يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ، يَا رَبِّ، يَا رَبِّ، وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ، وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ، وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ، وَغُذِيَ بِالْحَرَامِ، فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذَلِكَ؟).
- عدم قبول الاعمال الصالحة:
فإن الله تعالى لا يقبل اعمال من يكسبون أموالهم بالحرام، عن عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، –رضي الله عنه– قَالَ: (لَمَّا قُتِلَ نَفَرٌ يَوْمَ خَيْبَرَ، مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ –صلى الله عليه وسلم–، قَالُوا: فُلَانٌ شَهِيدٌ، وَفُلَانٌ شَهِيدٌ، حَتَّى ذَكَرُوا رَجُلًا، فَقَالُوا: فُلَانٌ شَهِيدٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّه –صلى الله عليه وسلم-: كَلَّا إِنِّي رَأَيْتُهُ فِي النَّارِ فِي عَبَاءَةٍ غَلَّهَا، أَوْ بُرْدَةٍ غَلَّهَا، ثُمَّ قَالَ: رَسُولُ اللَّهِ –صلى الله عليه وسلم-: يَا ابْنَ الْخَطَّابِ اذْهَبْ، فَنَادِ فِي النَّاسِ، أَنَّهُ لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةُ إِلَّا نَفْسٌ مُؤْمِنَةٌ، قَالَ: فَخَرَجْتُ، فَنَادَيْتُ فِي النَّاسِ).
ثمرات الكسب الحلال
إن للكسب الحلال ثمرات وفوائد كثيرة، ومنها:
- رضا الله تعالى، الوقاية من نار الله تعالى:
قال صلى الله عليهم وسلم: (إِنَّهُ لاَ يَرْبُو لَحْمٌ نَبَتَ مِنْ سُحْتٍ إِلاَّ كَانَتِ النَّارُ أَوْلَى بِهِ”، (سنن الترمذي، حديث رقم614)، والسحت هو ما كان من الحرام).
- صرف البلاء، النجاة من عقاب الله تعالى:
فقد وضح القرآن الكريم أن آكل الربا عليه حرب من الله ورسوله: (إن لم تفعلوا فأذنوا بحربٍ من الله ورسوله وإن تُبتم فَلَكم رؤوس أموالكم لا تَظلمون ولا تُظلمون) (البقرة، آية 279).
- استجابة الدعاء.
- البركة في الرزق وفي انفاقه.
وبهذا عزيري القارئ نكون قد تعرفنا على أسباب الكسب المحرم، ولماذا يجب على المسلم أن يبتعد عن الكسب الحرام، وما هي ثمرات الكسب الحلال.